وجهة نظر في موازنة مجلس محافظة عجلون للعام القادم 2023م

=

قد يكون من المبكر الحكم  حاليا على تفاصيل موازنة مجلس محافظة عجلون للعام القادم 2023م ، ولكن يبدو أن بعض تفاصيلها  وملامحها أصبح واضحا بالنسبة لي على الأقل ، ومن الممكن أن يُقرها المجلس التنفيذي خلال أيام قليلة لتعرض فيما بعد على مجلس محافظة عجلون ليناقش تفاصيلها ومن ثم إقرارها .

فكما أصبح يعلم الجميع فإن موازنة المجلس للعام القادم تبلغ حوالي 8 مليون و600 ألف دينار  وهي بالفعل  موازنة متواضعة جداً سيذهب جزء منها لا بأس فيه لسداد ديون ومستحقات لمشاريع إما نفذت أو قيد التنفيذ  وهذا الأمر يرهق الموازنة ويحد كثيرا من تنفيذ كل ما يطمح ويتطلع اليه أعضاء المجلس .

على كل من خلال جولاتي المستمرة والمتواصلة  لبعض المديريات الرسمية  والجهات المعنية بوضع الموازنة فقد أحببت  أن أقدم  وجهة نظري في الموازنة القادمة حتى لا تكون نسخ متكررة من الموازنات السابقة التي لم تتحقق فيها العدالة ولم تراعي على الإطلاق بعض أولويات المحافظة ولم تراعي أيضاً تطلعات أهالي المحافظة ، فبقيت كثير من القضايا والهموم عالقة بسبب التسرع في وضع الموازنات وأحيانا التدخلات من أطراف عدة و التي شوهت  الموازنة  وذهب الكثير منها في غير وجه حق.

من هذا المنطلق ولأنني بدأت أرى وألمس أن الموازنة القادمة ستكون نسخة متكررة عن الموازنات السابقة  (وقبل  أن تقع الفأس بالرأس  ) كما يقولون  فإنني أقترح  ما يلي

أولا: ضرورة التأني قدر الإمكان بوضع تفاصيل الموازنة وأن لايتم سلقها  سلقا ، فهذه الموازنة سيكون الهدف منها المساهمة  بتنمية  المحافظة تنمية حقيقية بعيدة كل البعد عن المجاملات والأجندات والمصالح الشخصية الضيقة.

ثانيا: يجب أن  تتوفر في الموازنة القادمة  العدالة والمساواة بين كافة مناطق المحافظة ، فلا يجوز بعد اليوم تهميش مناطق على حساب مناطق أخرى ، وهنا أقترح على مدراء الدوائر الرسمية والمعنيين بوضع الموازنة الرجوع الى سجلاتهم خلال الأربع سنوات الماضية والتأكد من المشاريع التي نفذت بكافة مناطق المحافظة وإنصاف  المناطق الأخرى التي لم تحظى بأي مشاريع تذكر من موازنات المجلس .

ثالثا: يجب وضع مشاريع قابلة للتنفيذ على أرض  الواقع  في الموازنة القادمة  ، فلم يعد مقبولا أن تضيع علينا عشرات المشاريع  كما حصل خلال السنوات الماضية بسبب التسرع  بإعداد الموازنات ووضع مشاريع غير قابلة للتنفيذ الأمر الذي أضاع علينا وعلى المحافظة  فرصة ثمينة للإستفادة من قيمة هذه المشاريع والتي تبلغ تكلفتها ملايين عديدة .

رابعاً : أي موازنة سُتغفل وضع مشاريع  لدعم تدريب وتشغيل شباب وشابات المحافظة ستبقى بالتأكيد غير مكتملة ، خاصة وأن القانون الجديد لمجالس المحافظات يُتيح لنا ما نسبته 40% لإقامة مشاريع تنموية ، وإذا تعذر لأي سبب كان إقامة مشاريع في الموازنة القادمة فيجب على الأقل دعم عدد من القطاعات كالعمل والسياحة والأثار والزراعة  التي بالعادة تنفذ مشاريع مؤقته تشغل من خلالها عدد لا بأس فيه من شباب وشابات المحافظة .

خامساً : كان من الأفضل والأجدى وقبل المباشرة بإعداد موازنة المجلس  أن يجلس مدراء الدوائر الرسمية مع مجلس المحافظة للإتفاق على الأولويات من المشاريع التي ستنفذها هذه الدوائر في مناطق المحافظة المختلفة ، لأنني أعتقد أن المجلس شكل فكرة كاملة عن كافة إحتياجات المحافظة ، فالتشاور قبل المباشرة بإعداد الموازنة أفضل وأجدى بكثير من بعد تقديمها جاهزة للمجلس ، وهنا أيضا سنوفر على أنفسنا الكثير من الوقت والجهد ، والأهم أننا سنخرج بموازنة عادلة منصفة لكافة مناطق المحافظة .

سادساً :  مع الإحترام  والتقدير لكل من ساهم و يساهم  بوضع موازنة  المجلس وأنا أعرفهم جيداً  حق المعرفة ، فهم من خيرة الخيرة وهم أيضاً من أصحاب الخبرات والكفاءات ، لكن يبقى عتبنا عليهم  هو ذلك العتب الذي كنا نتحدث عنه من سنوات طويلة وهو ضرورة الإستماع جيدا لأبناء المجتمع المحلي وعقد العديد من اللقاءات المعلنة والواضحة في كافة مناطق المحافظة ، وهنا أسجل عتبي الكبير أيضا على مجلس محافظة عجلون الذي أهمل هذه القضية الهامة رغم أنهم قاموا ببعض الزيارات والجولات لمناطق المحافظة المختلفة لكن هذه الزيارات كانت دون الطموح ولم تكن مُعلنه  مما أفقدنا جميعا فرصة ذهبية للتشاور مع قواعدنا الإنتخابية ومع أهالي محافظتنا العزيزة .

سابعاً : رغم أنني كما ذكرت في بداية مقالي أصبحت بصورة جزء كبير من موازنة المجلس القادمة التي أتمنى أن لا تكون نسخة مكررة  عن الموازنات السابقة ، لكن بالطبع سيتم دراستها بشكل  دقيق ومفصل ، وإن كانت لا سمح الله  لم  تتحقق فيها العدالة  والإنصاف والمساواة بين كافة مناطق المحافظة ، فسأقوم شخصيا  برفضها جملة وتفصيلاً  ولن أقبل إلا أن أكون كما كنت وسأبقى دائما بصف العدالة والإنصاف وبصف جميع أهالي محافظتنا العزيزة .

والله من وراء القصد ،،،

بقلم / منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية ،، عضو مجلس محافظة عجلون