وعد بلفور والإرهاب
نسيم العنيزات
=
شكل وعد بلفور المشؤوم بداية للارهاب في المنطقة عندما اعطى ومنح ما لا يملك الى اليهود لاقامة دولتهم على ارض ليست لهم مستغلين حالة الضعف والتشرذم العربي والنفوذ البريطاني في المنطقة.
فمنذ عام 1917 اي السنة التي أعلنت بريطانيا عن هذ الوعد المشؤوم ليصبح واقعا مؤلما للوطن العربي والشعب الفلسطيني الذي سلبت منه ارضه بدون وجه حق لتمنح عنوة للشعب اليهودي الذي كان يسعى الغرب الى التخلص منهم وابعادهم عن دولهم لانهم اي اليهود كانوا يشكلون حالة قلق وازعاج للاوروبيين .
ومنذلك ذلك الحين وحتى وقتنا هذا فان المنطقة لم تنعم بالأمن والاستقرار الذي خلقه وأسس له الاحتلال الإسرائيلي لما مارسه على الشعب الفلسطيني الاعزل من أساليب القتل والتهجير والتشريد باسلوب عنصري منظم لطرد الشعب الفلسطيني وتفريغهم من ارضهم حتى تجاوز عدد المهجرين الفلسطينين قسرا ال7 ملايين لاجىء موزعين في جميع بقاع العالم جلهم في الأردن الذي احتضنهم وقدم لهم كل الرعاية والعناية.
مائة وأربعة اعوام وما زالت الذاكرة تحتفظ بابشع الممارسات والمذابح الإسرائيلية منذ مذبحة بلدة الشيخ 1947و دير ياسين 1948 و قرية أبو شوشة 1948 و الطنطورة 1948و قبية 1953و قلقيلية 1956.
و كفر قاسم 1956و خان يونس 1956.
وها هي المجازر التي ارتكبتها بحق غزة وشعبها ليست بعيدة عنا ،الم يتجاوز هذا مصطلح الارهاب ؟ الذي يعجز العالم عن ايجاد تفسير او مسمى لهذه المذابح والمجازر .
ومع قناعة العالم بان اسرائيل دولة احتلال استولت على ارض الغير بدعم بريطانيا ، تبعه دعم امريكي واوروبي الا انها لم تتوقف لحظة واحدة عن ممارسة العنصرية والعنحهية ، بحق الشعب الفلسطيني الذي مارست بحقه جميع الوسائل والاساليب اللانسانية من قتل وطرد وتهجير ملحقة الدمار والخراب بكل ما هو على الارض حتى ان الشجر والحجر لم يسلمان من الدمار مشكلة الارهاب بابشع صوره وأشكاله.
ليشكل هذا الوعد ذكرى مؤلمة للشعوب العربية والإسلامية ومحبي السلام بعد ان تجاوزت دولة لاحتلال جميع الخطوط والمواثيق الدولية والاممية ورفصها لجميع المبادرات العربية للسلام واقامة الدولتين ، بتمعن في الاستيطان وسلب الأراضي سعيا ليهودية الدولة بهدف طمس الحقيقة التي تعيش في داخلها بانها دولة محتلة وتعيش على ارض غيرها بالقوة .
ليستمر بعدها مسلسل الدعم الامريكي والرعاية المستمرة بعد نقلها سفارتها الى القدس بعهد الرئيس السابق رونالد ترامب لتشكل ضربة جديدة ومعانا في الظلم وخرقا لجميع القرارات الاممية او اي مسعى للسلام معمقة حالة الارهاب الذي يعاني العالم بأسره منه التي تتحمل اسرائيل مسؤوليته ومن يقف خلفها
لذلك فان العالم لن ينعم بالسلام والاستقرار الا بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتأكيد حقه بالعودة والتعويض .