يا أيُّها الرُّبَّانُ


الشاعر الدكتور محمد القصاص

=

يا أيُّها الرُّبَّانُ حسبك أبحــــــــراً *** تهمي بها والموحشات تجــولُ
يا أيُّها الربانُ حسْبُك أننـــــــــــا *** في الحبِّ صِيدٌ مبدعُونَ فُحولُ
يا أيُّها الرُّبَّانُ إني عاشـــــــــــقٌ *** متعطِّشٌ ومتيَّمٌ وعليـــــــــــــلُ
في كلِّ شيءٍ جاهلٌ متراجــــــعٌ *** إلا بحبِّ الغانياتِ مَهُــــــــــولُ
أهفو إلى العينينِ وهي عنيــــدةً *** أهفو إلى البَسَمَاتِ وهي تسيـلُ
ما الحبُّ يا جيهانُ إلا حالــــــةٌ *** نحيا به والصائدون دليــــــــلُ
مع أنَّ بعضَ الخلقِ قد يبغونهـا *** عِوَجَاً ويبقى بالغرامِ ذليـــــــلُ
لكنَّ بعضَ المحبطِينَ يرونَــــهُ *** عبثَاً وظنُّ المحبِطِينَ يَــــزُولُ
فالصَّبرُ مهما كانَ يبقى حُلُــوُهُ *** مُرَّاً وأمَّا ليلَهُ فطويِــــــــــــــلُ
والحُبُّ أنَّى شِئْتَ أنبلُ غايــــةٍ *** كالشَّهدِ في شفةِ الحبيبِ جميـلُ
هذا حديثُ المغرمين أسوقُــــهُ *** من مهجتي والشرح فيه يطولُ
مهما وصفتكِ فالمشاعرُ قصَّرتْ *** في وصفِ حبكِ والكلامُ ضئيلُ
تبقى مع السَّهر الطويل مضاجعي *** والعينُ تنأى والفؤادُ خَجُــــولُ
سأظلُّ في ألقِ النجومِ مُعَلَّقَــــــاً *** كلِفاً وقلبي من هواكِ عَليـــــلُ
يا قلبُ أرجهْ فالدموعُ نــــوازلٌ *** بقوافلٍ تَتْرى هناكَ تَسيــــــــلُ
يا مُهجتي الحَرَّى دهاكِ تَوَجُّـعٌ *** وتألمٌ وتَحَسُّرٌ وعويـــــــــــــلُ
إني أحاولُ ما استطعتُ تَصَبُّراً *** فالأمرُ للأقدارِ حينَ يَــــــؤولُ
يا ربِّ إني قد قصدْتُكَ ضارعاً *** هذي النَّوائِبُ في حماكَ تَزولُ
لا شيءَ في الدنيا يظلُّ مُعَسَّـراً *** أبداً فربُّ الكائناتِ يَحُـــــــولُ
فالكُلُّ في كنفِ الإلهِ مُنَعَّـــــــمٌ *** لكنَّ ظُلمَ الأقوياءِ هـزيــــــــلُ

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.