يوم الكرامة في ذاكرة التربية
د. عزت جرادات
–
بقلم / د. عزت جرادات
*كان المفروض أن تكون هذه المقالة في الأسبوع الأهير من شهر آذار الماضي، شهر الكرامة بمعركة الكرامة وأن هذا التأخير، لآسباب فنية، لا يفقد تلك المناسبة ألقها ومكانتها.
تمثل هذه المناسبة ما يمكن أن يكون:
يوم الكرامة في الذاكرة التربوية
فبعد أسابيع من المعركة الخالدة، ولم تكن قد ترسخت في فكر جيل الطلبة، حتى جاء التنسيق مع مدير التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الأردنية العربية المرحوم عثمان بدران، والذي اهتم بالتعليم بعد تقاعده مؤسساً لمدرسة خاصة، جاء التنسيق لاستضافة حوالي ماية شخصية تربوية قيادية من مركز وزارة التربية والتعليم ومديريات التربية والتعليم في الميدان ومعاهد المعلمين، كليات المجتمع حالياً، وذلك في جولة ميدانية تعريفية بمعركة الكرامة في أرض الكرامة.
*وانطلقت الحافلات من نادي الضباط- طريف الزرقاء – وبدأ التعرّف على ميدان المعركة والتعريف بها، في الحافلات تارة ومشياً على الأقدام تارة أخرى في خنادقها، وتنتهي الجولة بعد التعرّف الميداني على محاورها ومساراتها، وشرح لمواقف المواجهة مع العدو الذي ظنّ نفسه في نزهة، ليجد نفسه في أتون لاهب من كل صوب وتنتهي الرحلة بلقاء قائد المعركة تحت الأرض ليشرح أبعاد المعركة، أهدافاً ومحاور ومواجهات ونتئج، متبوعاً بحوار حول أهمية هذه المعركة التي رفعت المعنويات العسكرية الأردنية والعربية، وكسرت شوكة الغطرسة العسكرية الاسرائيلية:
– فكتبت هاراتس (28/3/1968) على لسان حاييم بارليف، رئيس أركان الجيش الأسرائيلي: ” أن عملية الكرامة كانت فريدة من نوعها فلم يتعود الشعب الأسرائيلي مثل هذا النوع من العمليات كانت جميع العمليات التي قمنا بها تُسفر عن نصر حاسم لقواتنا وقد اعتاد شعب اسرائيل على رؤية قواته العسكرية وهي تخرج منتصرة من كل معركة، أما معركة الكرامة فقد كانت فريدة من نوعها بسبب كثرة الاصابات بين قواتنا واستيلاء القوات الأردنية على عدد من آلياتنا ودباباتنا وكان هذا هو سبب الدهشة التي اصابت المجتمع الأسرائيلي إزاء عملية الكرامة”.
– أما صحيفة (دافار) الاسرائيلية، فقد نشرت تصريحاً لقائد مجموعة القتال (المقدّم آهارون بيلد: ” لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي، لكني لم أرَ شيئاً كهذا من قبل، لقد أصيبت معظم دباباتي في العملية ما عدا اثنتيْن فقط”.
*أما ردود الفعل العالمية:
– فقد نشرت نيوزويك الأمريكية:
” لقد قاوم الجيش الأردني المعتدين بضراوة وتصميم وأن نتائج المعركة جعلت الملك حسين بطل العالم العربي”.
- أما المارشال – جريشكو، رئيس أركان القوات المسلحة السوفيتية:
” لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحوّل في تاريخ العسكرية العربية”.
*واما الحسين، فَخاطب القوات المسلحة بعد المعركة:
” لقد مثلت معركة الكرامة منعطفاً هاماً في حياتننا، فقد هزّت بعنف اسطورة القوات الأسرائيلية، وذلك : بفضل ايمكانكم وما قمتم به من جهد وتنظيم، وإجادة استخدام السلاح في أيديكم، وطبّقتم الجديد من الأساليب والحديث والتخطيط”.
*وأما ما قامت به وزارة التربية والتعليم أن كلفت فريقاً يضم الأستاذين المرحومين حسام اللحام ومصطفى الكسواني وعزت جرادات لأعداد مذكرة وزعت على المدارس وخصصت لها حصتان مدرسيتان لتعريف الطلبة وتثقيفهم بهذه المعركة.
*كانت تلك الرحلة تمثل أول احتفال (تربوي عسكري) بالكرامة.