ُمُخرجات المخطط الشمولي لمحافظة عجلون ،، هل تحققت رؤية الملك وتطلعات أهالي المحافظة ؟!
منذر محمد الزغول
=
قامت وزارة السياحة والآثار قبل ثلاثة أعوام تقريباً بتوقيع إتفاقية مع شركة اتحاد المستشارين للهندسة والبيئة لإعداد دراسات للمخطط الشمولي لمحافظة عجلون ، إذ تهدف لتحقيق التنمية المستدامة في المحافظة لـ20 عاما مقبلة ضمن ما أصبح يعرف بالمخطط الشمولي لمحافظة عجلون ( 2020- 2040)، وذلك في إطار تنفيذ رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي أكد خلال زيارته لعجلون في 20 آب (أغسطس) 2019، أهمية وجود هذه الخطة، لتحدد الاتجاهات والأولويات ودور كل طرف للمضي قدماً في تنمية وتطوير المحافظة، وبشكل رئيس عبر إيجاد وإنشاء مشاريع إنتاجية في المنطقة واستقطاب الاستثمارات وخلق فرص عمل لشباب وشابات المحافظة .
اليوم الخميس قامت اللجنة المكلفة بإعداد دراسات المخطط الشمولي ووزارة السياحية بعرض المخرجات الأولوية للمخطط الشمولي الذي يبدو أنه بذلت فيه جهودا كبيرة ، وكم كنت أتمنى أن تُعطى الفرصة الكاملة للجنة لكي تعرض حصيلة كل جهودها خلال السنوات الثلاث الماضية إلا إن ذلك لم يحصل لعدد من الأسباب لا أرغب في التطرق لها الآن ولكنها بالطبع لا تتعلق باللجنة ووزارة السياحة الذين كان لديهم الرغبة الكاملة بعرض وشرح كل ما لديهم .
على كل بقراءة أولية للمخطط الشمولي للمحافظة رغم أنني ليس بصورته بالكامل ، إلا إنني أعتقد أن اللجنة أبدعت في بعض القضايا التي تتعلق بالمخطط الشمولي وهناك قضايا أخرى أتوقع أنها ما زالت بحاجة ماسة للدراسة وخاصة في مجال المشاريع وأوليات المحافظة منها ، فكنا على سبيل المثال لا الحصر ننتظر أن تقدم اللجنة دراسات لمشاريع عملاقة من الممكن أن تحدث تأثيراً كبيرا وحقيقياً في عملية التنمية في المحافظة على غرار مشروع التلفريك الذي جاء بتوجيهات ملكية سامية ، لكن المشاريع الستة التي تم التوافق عليها بين أعضاء اللجنة في المجالين السياحي والزراعي بالطبع كلها مشاريع جميلة وذات فائدة كبيرة إلا أنها تبقى دون الطموح ، فهذه المشاريع كما ذكر أحد أعضاء اللجنة من الممكن أن ينفذها مستثمر واحد فقط .
أما القضية الأبرز التي ركز عليها المخطط الشمولي وأتوقع أن المخطط أعطاها حقها بالكامل فهي قضايا البنية التحتية ومداخل المحافظة والطريق الدائري ، لأنه لا يمكن لنا أن ننجح في عملية تسويق المحافظة وتشجيع الإستثمار والزوار على زيارة المحافظة إلا إذا كان لدينا في المحافظة بنية تحتية مناسباً جدا ، وهنا أؤكد أن المخطط الشمولي عالج هذه القضايا بكل قوة وأعطاها حقها ونصيبها كما تستحق .
من القضايا الأخرى في المخطط الشمولي للمحافظة التي كنت أتمنى التركيز عليها قضية المنشآت السياحية الخاصة العملاقة التي بدأنا نراها على أرض الواقع في المحافظة ، فلم يذكر لنا المخطط الكثير عنها أو سبل دعمها ومساندتها ، بل على العكس تماما فكما لاحظت ما زال أعضاء اللجنة يعتقدون أن محافظة عجلون خالية من مشاريع ومنتجعات ومطاعم سياحية كبيرة ، ولهذا أكد أحد أعضاء اللجنة أن زوار المحافظة يغادرون في نهاية زيارتهم للمواقع السياحية في المحافظة الى مطاعم محافظة جرش لتناول وجباتهم ، وهذا الأمر بالطبع تغير كثيرا خلال السنوات الماضية .
قضية أخرى ركز عليها المخطط الشمولي وهي ضرورة إستغلال البيوت التراثية كالبيوت الجميلة جدا المنتشرة في دير الصمادي الجنوبي والزراعة وغيرها ، وهذه بالطبع نقطة هامة جدا من الممكن أن تحدث نقلة نوعية هامة في عملية الجذب السياحي للمنطقة .
أخيراً لن أخوض الآن بكافة تفاصيل المخطط الشمولي للمحافظة الذي أصبح في أخر مراحله ، ولكن بالطبع في حال توفر الدراسات النهائية للمخطط سنعرضها بالكامل ليتمكن الجميع من التعرف على كافة ما تم التوصل إليه ، ولكنني الآن سأتطرق في هذا المقال لبعض القضايا ومنها
أولاً : لست على الإطلاق مع من يقول أن هذا كله كلام في كلام ولن يتحقق أي شىء على أرض الواقع من مخرجات المخطط الشمولي ، فالدول المتقدمة تضع لنفسها الخطط والبرامج لسنوات عديدة وتسير عليها ضمن مدد زمنية تحددها من خلال الدراسات التي أعدتها .
ثانيا: المخطط الشمولي لن يوقف على الإطلاق مشاريع مجلس المحافظة والبلديات والمؤسسات المختلفة ، فمشاريع المخطط الشمولي كما يقال ( زيادة الخير خير ) .
ثالثا: الدولة لن تقوم بإنشاء أي مشروع من المشاريع التي تم التوافق عليها ، بل هي معنية بإعداد دراسات هذه المشاريع وإعداد البنية التحتية المناسبة ، وستقوم في الأوقات المناسبة بطرح هذه المشاريع للإستثمار أو ستمول تنفيذها من خلال المنح العربية والدولية .
رابعا: أؤكد أن وزارة السياحة أو اللجنة المشرفة على المخطط الشمولي ليس لديهم أي أجندات خاصة ولن يقوموا بمجاملة أي منطقة في المحافظة على حساب أخرى ، فالواضح من خلال المشاريع المقترحة أنه تمت مراعاة اختيار المشاريع حسب الطبيعة الجغرافية لكل منطقة وما يناسبها.
خامسا: مخرجات المخطط الشمولي ستوفر قاعدة بيانات ضخمة جداً لمحافظة عجلون من الممكن اللجوء إليها أو استثمارها في حال إعداد موازنات مجلس المحافظة وتحديد أولويات المحافظة من المشاريع وقضايا البنية التحتية .
أخيراً لا أملك شخصيا إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير والعرفان لكل من ساهم بإخراج المخطط الشمولي لمحافظة عجلون الى حيز الوجود وخاصة وزارة السياحة والآثار وجميع الوزارات الأخرى التي تعاونت معها و الديوان الملكي العامر والشركة الهندسية المشرفة على المشروع ، فهذا جهد كبير جداً يسجل ويحسب لكافة هذه الجهات ، وأعتقد أن رؤية جلالة الملك حفظه الله فيما يتعلق في المخطط الشمولي بدأت تحقق على أرض الواقع وإن شاء الله سنرى تطبيق وتنفيذ مخرجات المخطط على أرض الواقع قريبا .
كما أتمنى أن تحقق مخرجات المخطط الشمولي لمحافظة عجلون طموح وتطلعات أهالي محافظة عجلون التي تتميز بميزات فريدة جداً من نوعها إلا أنها ما زالت تحتل المرتبة الأولى في قضايا الفقر والبطالة والتي عانت كثيرا من تهميش غالبية الحكومات الأردنية السابقة.
والله من وراء القصد ،،،
بقلم/ منذر محمد الزغول
ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية
رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة عجلون